قوله : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر } .
قال ابن عبًّاس - رضي الله عنهما - : أقم الصلاة المفروضة عليك{[60958]} .
وقال قتادة ، وعطاء ، وعكرمة : فصل لربك صلاة العيد يوم النحر{[60959]} ، «وانْحَرْ » نسُككَ .
وقال أنس : كان النبي صلى الله عليه وسلم ينحر ، ثم يصلي ، فأمر أن يصلي ثم ينحر{[60960]} .
قال سعيد بن جبير : نزلت في «الحديبية » حين حصر النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت ، فأمره الله تعالى ، أن يصلي ، وينحر البدن ، وينصرف ، ففعل ذلك{[60961]} .
قال ابن العربي : «أما من قال : إن المراد بقوله تعالى : { فَصَلِّ } الصلوات الخمس ، فلأنها رُكْن العبادات ، وقاعدة الإسلام ، وأعظم دعائم الدين .
وأما من قال : إنها صلاة الصبح بالمزدلفة ، فلأنها مقرونة بالنحر ، وهو في ذلك اليوم ، ولا صلاة فيه قبل النحر غيرها ، فخصها بالذكر من جملة الصلوات لاقترانها بالنحر » .
قال القرطبي : وأما من قال : إنها صلاة العيد ، فذلك بغير «مكة » ، إذ ليس ب «مكة » صلاة عيد بإجماع ، فيما حكاه أبو بكر رضي الله عنه .
الفاء في قوله : «فصلِّ » للتعقيب والتسبب ، أي : تسبب هذه المنة العظيمة وعقبها أمرك بالتخلي لعبادة المنعم عليك ، وقصدك إليه بالنحر لا كما تفعل قريش من صلاتها ، ونحرها لأضيافها ، وأما قوله تعالى : { وانحر } ، قال علي - رضي الله عنه - ومحمد بن كعب القرظي : المعنى ضع اليمنى على اليسرى حذاء النحر في الصلاة .
وعن علي - رضي الله عنه - : أن يرفع يديه في التكبير إلى نحره ، وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : استقبل القبلة مكة بنحرك{[60962]} ، وهو قول الفراء ، والكلبي وأبي الأحوص .
قال الفراء : سمعت بعض العرب يقول : منازلنا تتناحر ، أي تتقابل ، نحر هذا بنحر هذا .
وقال ابن الأعرابي : هو انتصاب الرجل في الصلاة بإزاء المحراب ، من قولهم : منازلهم تتناحر ، أي : تتقابل .
[ وعن عطاء : أنه أمره أن يستوي بين السجدتين جالساً حتى يبدو نحره .
وقال محمد بن كعب القرظي : يقول : إن ناساً يصلون لغير الله ، وينحرون لغير الله - تعالى - فقد أعطيناك الكوثر ، فلا تكن صلاتك ولا نحرك إلا لله تعالى .
والنَّحر في الإبل بمنزلة الذَّبح في البقر والغنم{[60963]} ]{[60964]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.