البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ} (2)

انحر : أمر من النحر ، وهو ضرب النحر للإبل بما يفيت الروح من محدود .

{ فصل لربك وانحر } : الظاهر أن فصل أمر بالصلاة يدخل فيها المكتوبات والنوافل .

والنحر : نحر الهدى والنسك والضحايا ، قاله الجمهور ؛ ولم يكن في ذلك الوقت جهاد فأمر بهذين .

قال أنس : كان ينحر يوم الأضحى قبل الصلاة ، فأمر أن يصلي وينحر ، وقاله قتادة .

وقال ابن جبير : نزلت وقت صلح الحديبية .

قيل له : صل وانحر الهدى ، فعلى هذا الآية من المدني .

وفي قوله : { لربك } ، تنذير بالكفار حيث كانت صلاتهم مكاء وتصدية ، ونحرهم للأصنام .

وعن علي ، رضي الله تعالىعنه : صل لربك وضع يمينك على شمالك عند نحرك في الصلاة .

وقيل : ارفع يديك في استفتاح صلاتك عند نحرك .

وعن عطية وعكرمة : هي صلاة الفجر بجمع ، والنحر بمنى .

وقال الضحاك : استو بين السجدتين جالساً حتى يبدو نحرك .

وقال أبو الأحوص : استقبل القبلة بنحرك .