الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ} (2)

ثم قال تعالى { فصل ربك وانحر } .

أي [ فحافظ ] ( {[77887]} ) ( على الصلوات المكتوبة ) ( {[77888]} ) في أوقاتها .

وقال أنس : كان النبي صلى الله عليه وسلم ينحر يوم الأضحى قبل الصلاة ، فأمر أن يصلي ثم ينحر( {[77889]} ) . وهو قول قتادة( {[77890]} ) .

وقال محمد بن كعب القرطبي : إن ناسا كانوا يصلون لغير الله ، وينحرون لغير الله ، فأنزل الله هذه السورة . فالمعنى عنده : إنا أعطيناك الكوثر يا محمد ، فلا تكن صلاتك ونحرك إلا لله( {[77891]} ) .

وقال ابن جبير : نزلت هذه الآية يوم الحديبية( {[77892]} ) . لما صد( {[77893]} ) المشركون النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت ، أتاه جبريل وقال( {[77894]} ) : صل وانحر وارجع ، فقام( {[77895]} ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ فخطب ] خطبة الفطر والنحر ، ثم ركع ركعتين ، ثم انصرف إلى البدن فنحرها ، فذلك قوله { فصل لربك وانحر }( {[77896]} ) .

وهذا القول يدل على أن السورة مدنية . وقال الضحاك : { فصل لربك } ، أي : ادع ربك وأسأله( {[77897]} ) .

وقال علي بن أبي طالب : معنى { وانحر }( {[77898]} ) ، ضع اليمين على الشمال في الصلاة( {[77899]} ) .

وروي عنه : ضع اليمنى( {[77900]} ) على الساعد الأيسر على صدرك( {[77901]} ) .

وعنه وعن أبي هريرة : يجعل يديه تحت السُّرة . وهذا( {[77902]} ) مذهب الكوفيين( {[77903]} ) .

وقيل : معنى { وانحر } ارفع يديك إذا( {[77904]} ) استفتحت الصلاة إلى النحر( {[77905]} ) .

وقال ابن جبير : معناه فصل لربك المكتوبة . وانحر البدن( {[77906]} ) يمنى( {[77907]} ) . وقاله ابن عباس( {[77908]} ) .

وحكى الفراء { وانحر } استقبل القبلة بنحرك( {[77909]} ) .


[77887]:م: احافظ.
[77888]:أ، ث: المكتوبات.
[77889]:انظر: جامع البيان: 30/326.
[77890]:أ: شاذة. وانظر: المصدر السابق.
[77891]:انظر: جامع البيان: 30/327 وزاد المسير: 9/249.
[77892]:أ: الحدييت.
[77893]:أ، ث: فقال.
[77894]:أ: فقال.
[77895]:م: يخطب.
[77896]:انظر: جامع البيان: 30/327-328 وذكره السيوطي في لباب النقول ص 236: "وفيه غرابة شديدة".
[77897]:انظر: جامع البيان: 30/328.
[77898]:ساقط من أ.
[77899]:انظر: جامع البيان: 30/325-326 والأحكام للجصاص: 3/475 وحكاه عن ابن عباس أيضا وانظر: تفسير الماوردي 4/531.
[77900]:أ، ث: اليمين.
[77901]:انظر: جامع البيان: 30/326.
[77902]:أ، ث: وهو.
[77903]:انظر: إعراب النحاس: 5/299 والأحكام للجصاص: 3/476.
[77904]:أ: الى.
[77905]:هو قول أبي جعفر 30/326 واسمه الباقر في تفسير ابن كثير 4/597، وأبو جعفر محمد بن علي في إعراب النحاس 5/299، وزاد في المسير 9/249، وروي بنحو عن عطاء في الأحكام للجصاص: 3/475.
[77906]:انظر: جامع البيان 30/326.
[77907]:ث: معنى.
[77908]:المصدر السابق.
[77909]:انظر: معاني الفراء: 3/296.