تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (24)

يختم على قلبك : يغلقه عن الفهم .

يمحو : يزيل .

يُحقّ الحق : يثبت الحق .

بِكَلِمَاتِهِ : بوحيه وأدلته وحججه .

بذات الصدور : ما يختلج في الضمائر .

ثم أنكر الله تعالى على من يقول بأن النبي الكريم اختلقَ القرآن : لقد قالوا إن ما يتلوه محمد علينا من القرآن ما هو إلا اختلاق من عند نفسه لا بوحيٍ من عند ربه ، فإن يشأ الله يربط على قلبِك لو حاولتَ الافتراء عليه ، والله تعالى يمحو باطلَهم بما بهتوك به ، ويثبت الحق الذي أنت عليه بوحيه وإرادته ، فأنت على حقٍّ وهم على باطل .

{ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور }

فيعلم ما يختلج في ضمائرهم وتنطوي عليه السرائر .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (24)

{ أم يقولون } أم منقطعة للإنكار والتوبيخ .

{ فإن يشاء الله يختم على قلبك } فالمقصد بهذا قولان :

أحدهما : أنه رد على الكفار في قولهم : { أفترى على الله كذبا } أي : لو افتريت على الله كذبا لختم على قلبك ولكنك لم تفتر على الله كذبا فقد هداك وسددك .

والآخر : أن المراد : إن يشأ الله يختم على قلبك بالصبر على أقوال الكفار وتحمل أذاهم .

{ ويمح الله الباطل } هذا فعل مستأنف غير معطوف على ما قبله لأن الذي قبله مجزوم وهذا مرفوع فيوقف على ما قبله ويبدأ به ، وفي المراد به وجهان :

أحدهما : أنه من تمام ما قبله أي : لو افتريت على الله كذبا لختم على قلبك ومحا الباطل الذي كنت تفتريه لو افتريت .

والآخر : أنه وعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمحو الله الباطل وهو الكفر ويحق الحق وهو الإسلام .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (24)

{ أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور }

{ أم } بل { يقولون افترى على الله كذباً } بنسبة القرآن إلى الله تعالى { فإن يشأ الله يختم } يربط { على قلبك } بالصبر على أذاهم بهذا القول وغيره ، وقد فعل { ويَمْحُ الله الباطل } الذي قالوه { ويحق الحق } يثبته { بكلماته } المنزلة على بنيه { إنه عليم بذات الصدور } بما في القلوب .