التفسير : لما ذكر في أول السورة أن هذا القرآن إنما حصل بوحي الله وانجر الكلام إلى هاهنا حكى شبهة القوم وهي زعمهم أنه مفترى وليس بوحي فقال { أم يقولون افترى } قال جار الله : " أم " منقطعة ، ومعنى الهمزة فيه التوبيخ كأنه قيل : أيتمالكون أن ينسبوا مثله إلى أعظم أنواع الفرية وهو الافتراء على الله ، ثم أجابهم بقوله { فإن يشاء الله يختم على قلبك } أي يجعلك من المختوم على قلوبهم فإنه لا يجترئ على افتراء الكذب على الله إلا من كان في مثل حالهم . والغرض المبالغة في استبعاد الافتراء من مثله والتعريض بأن من ينسبه إلى الافتراء فهو مختوم على قلبه . وقيل : لأنساك ما أتاك من القرآن ولكنه لم يشأ فأثبته فيه ، وقيل : لأماتك فإن قلب الميت كالمختوم عليه ومثله { لقطعنا منه الوتين } قاله قتادة . وقال مجاهد ومقاتل : يربط على قلبك بالصبر على أذاهم فلا يدخل قلبك حزن مما قالوه . ثم استأنف فقال { ويمح الله الباطل } أي من عادته ذلك فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم مبطلاً لفضحه وكشف عن باطله ، وحذف الواو من الخط لا للجزم كما في قوله { ويدع الإنسان } [ الإسراء : 11 ] { سندع الزبانية } [ العلق : 18 ] وفي تفسير الجبائي أن الواو حذف للجزم ، والمعنى إن افتريت ختم على قلبك ومحا الباطل المفترى ، فالاستئناف على هذا من قوله { ويحق الحق بكلماته } [ يونس : 82 ] أي يثبت ما هو الحق في نفسه بوحيه أو بقضائه . ويجوز أن يكون وعداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يمحو الباطل الذي هم عليه من البهت والتكذيب ويظهر الحق الذي أنت عليه وهو القرآن بحكمه السابق وبعلمه القديم { إنه عليم بذات الصدور } فيجازي المبطل والمحق على حسب حاليهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.