الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (24)

قوله : { وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ } : هذا مستأنَفٌ غيرُ داخلٍ في جزاءِ الشرطِ ، لأنه تعالى يمحو الباطلَ مطلقاً ، وسَقَطت الواوُ منه لفظاً لالتقاءِ الساكنين في الدَّرْج ، وخَطَّاً حَمْلاً للخط على اللفظِ كما كتبوا { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }

[ العلق : 18 ] عليه ولكن ينبغي أَنْ لا يجوزَ الوقفُ على هذا ؛ لأنه إنْ وَقَفَ عليه بالأصلِ ، وهو الواوُ ، خالَفْنا خطَّ المصحفِ ، وإنْ وَقَفْنا بغيرها موافَقَةً للرسمِ خالَفْنا الأصلَ ، وقد مَرَّ لك بحثُ مثلِ هذا . وقد مَنَعَ مكي الوقفَ على نحوِ { وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ } [ غافر : 9 ] وبابِه .

قوله : " ما تَفْعَلُون " قرأ الأخوَان وحفص " تَفْعلون " بالتاءِ مِنْ فوقُ نظراً إلى قولِه : " عن عبادِه " . والباقون بالخطاب إقبالاً على الناسِ عامَّة .