{ أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور ( 24 ) } [ 24 ]
في الآية تساؤل استنكاري عما إذا كان الكفار يقولون : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفتري على الله الكذب ورد مفحم على ذلك بأن الله قادر لو كان قولهم صحيحا على أن يختم على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويطمس على بصيرته ويمحو الباطل المفترى عليه ويحق الحق . فهو العليم بما في الصدور المحيط بكل شيء القادر على كل شيء .
والآية غير منقطعة عن السياق وإن كانت تحكي زعما للكفار وترد عليه .
واتصالها ملموح بصورة خاصة بالآية [ 21 ] وما قبلها ؛ حيث حكت تلك الآيات أقوال المشركين ومواقفهم حيث احتوت هذه حكاية قول آخر من أقوالهم .
ولقد ذكرنا في سياق تفسير الآية السابقة أن هذه الآية مما روى مدينتها معها ، وشكنا في رواية الآية السابقة ينسحب على رواية هذه الآية بطبيعة الحال . ويلحظ أن أسلوب هذه الآية ومضمونها مما تكرر في آيات مكية وأن الصورة التي انطوت فيها هي من صور العهد المكي على الأعم الأغلب .
وفي إعلان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أوحى إليه به في الآية يتجلى فيه بصورة رائعة إخلاص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعمق شعوره بصدق صلته بالوحي الرباني واستشعاره هيبة الله عز وجل وانتفاء أي احتمال لنسبة شيء ما إليه لم يكن قد أوحى إليه به ، ومن شأن ذلك أن يفحم كل مكابر متعنت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.