قوله تعالى : { أم يقولون افترى على الله كذبا } إلى قوله { إذا يشاء قدير } [ 22-27 ] أي : أيقولون{[60877]} افترى على الله{[60878]} الكذب ، أي : اختلقه من عند نفسه .
{ فإن يشأ الله يختم على قلبك } ، أي : يطبع على قلبك فتنسى هذا القرآن يا محمد ، قاله قتادة والسدي{[60879]} .
وقال الزجاج : معناه : فإن يشأ الله يربط على قلبك بالصبر على أذاهم{[60880]} .
وقيل : المعنى : ( إن يشاء الله – يا محمد – ختم على قلبك بالصدق واليقين والخير كله . وقد فعل بك ذلك ومحا ضره من قلبك .
وقيل : ( المعنى ){[60881]} فإن يشاء الله يمنعك{[60882]} من التمييز{[60883]} .
ثم قال : { ويمح الله الباطل } أي : ويزيل الله الباطل على كل حال – وهو الشرك- ولذلك رفعه ، ولو عطفه على ( ما يشاء ) لم يجز لأنه يصير المعنى ( ولو يشاء ){[60884]} الله يمح{[60885]} الباطل ، وذلك لا يجوز لأنه تعالى يمحوه على كل حال . ويدل على رفعه أن بعده ( ويحق الله{[60886]} الحق ) بالرفع ){[60887]} وهذا احتجاج عليهم لنبوءة محمد صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به لا{[60888]} المعنى : إن الله يزيل الباطل ولا يثبته .
فلو كان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم باطلا لمحاه الله عز وجل وأنزل كتابا آخر على غيره .
وهكذا جرت العادة [ في جميع المفترين أن الله سبحانه يمحو أباطلهم ويثبت الحق .
ومعنى { ويحق الحق بكلماته } أي : ويثبت ما أنزل من كتابه على لسان ]{[60889]} نبيه عليه السلام .
وقيل : المعنى ويبين الحق{[60890]} .
وقيل : معناه : يثبت الحق في قلبك بكلماته ، أي : بالقضاء الذي قضاه لك قبل خلقك .
ثم قال تعالى : { إنه عليم بذات الصدور } أي : إنه ذو علم بما في صدور خلقه وما تنطوي عليه ضمائرهم .
وقيل : إن معناه : لو حدثت نفسك يا محمد بأن تفتري{[60891]} علي كذبا{[60892]} لطبعت على قلبك ، وأذهبت الذي أتيتك من وحيي ، لأني أحق الحق وأمحو الباطل ، فأخبر الله عز وجل الزاعمين أن محمد صلى الله عليه وسلم اختلق القرآن من عند نفسه{[60893]} – أنه لو فعل ذلك أو حدث به نفسه – ما أخبر في{[60894]} هذه{[60895]} الآية{[60896]} .
وكان أبو{[60897]} عمرو بن العلاء يختار أن يقف القارئ على : ( فإن يشاء الله يختم على قلبك ) ، لأن ما بعده مستأنف غير معطوف عليه على ما ذكرنا ، وهو اختيار الفراء{[60898]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.