جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (24)

{ أم يقولون } بل أيقولون : إضراب آخر أشد من قوله : " أم لهم شركاء{[4451]} " إلخ { افترى } محمد { على الله كذبا فإن يشأ الله } أي : خذلانك اللازم للافتراء { يختم على قلبك } فلا تعي القرآن ولا تفهم الوحي ، ويسلبك ما أتاك من الله تعالى ، أو فتجترئ على الافتراء{[4452]} عليه ، وهذا رد واستبعاد لافترائه على الله تعالى . وعن مجاهد : يربط على قلبك بالصبر فلا يشق عليك أذاهم { ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته } كلام ابتدائي عطف جملة على جملة لا على الجزاء ، ولهذا أعاد اسم الله تعالى ، ورفع يحق وحذف الواو من يمحو في اللفظ لالتقاء الساكنين ، وفي الخط في بعض المصاحف على خلاف القياس كما في { ويدع الإنسان } [ الإسراء : 11 ] وهذا عدة بمحو الباطل الذي هم عليه ، وإثبات الحق الذي عليه المؤمنون بحججه أو بالقرآن أو بقضائه ، وقيل : حاصله أن من عادته محو الباطل وإثبات الحق ، فلو كان مفتريا لمحقه وأثبت الحق { إنه عليم بذات الصدور } فيعلم ضميرك وضميرهم ، فيجزي الأمر على حسب ذلك


[4451]:كأنه قال: شرع لهم دينا كذا أو كذا ثم قال: بل لهم دين شرع لهم شياطينهم، بل هم في الكفر أشد، لأنهم ينسبون نبينا وكلامنا إلى الافتراء، ثم الافتراء على الله /12 وجيز
[4452]:لكن الله قد شرح صدرك وأنار قلبك، فحاشاك على الافتراء على الله/12 وجيز.