مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (24)

{ أَمْ يَقُولُونَ افترى عَلَى الله كَذِباً } «أم » منقطعة ومعنى الهمزة فيه التوبيخ كأنه قيل : أيتمالكون أن ينسبوا مثله إلى الافتراء ثم إلى الافتراء على الله الذي هو أعظم الفرى وأفحشها ؟ { فَإِن يَشَإِ الله يَخْتِمْ على قَلْبِكَ } قال مجاهد : أي يربط على قلبك بالصبر على أذاهم وعلى قولهم { افترى عَلَى الله كَذِبًا } لئلا تدخله مشقة بتكذيبهم { وَيَمْحُ الله الباطل } أي الشرك وهو كلام مبتدأ غير معطوف على { يَخْتِمْ } لأن محو الباطل غير متعلق بالشرط بل هو وعد مطلق دليله تكرار اسم الله تعالى ورفع { وَيُحِقُّ } وإنما سقطت الواو في الخط كما سقطت في

{ وَيَدْعُ الإنسان بالشر دُعَاءهُ بالخير } [ الاسراء : 11 ] و { سَنَدْعُ الزبانية } [ العلق : 18 ] على أنها مثبتة في مصحف نافع { وَيُحِقُّ الحق } ويظهر الإسلام ويثبته { بكلماته } مما أنزل من كتابه على لسان نبيه عليه السلام وقد فعل الله ذلك فمحا باطلهم وأظهر الإسلام .

{ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } أي عليم بما في صدرك وصدورهم فيجزي الأمر على حسب ذلك .