تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة ق مكية وآياتها خمس وأربعون ، نزلت بعد سورة المرسلات . وهي وسورة ص تشتركان في افتتاح أولهما بحرف من حروف المعجم ، والقسم بالقرآن والتعجب ففي ص : { ص ، والقرآن ذي الذكر ، بل الذين كفروا في عزة وشقاق } وهنا { ق ، والقرآن المجيد ، بل عجِبوا أن جاءهم منذر منهم . . . }

وتشتركان في الختام في نفس المعنى : فقال تعالى في ختام ص { إن هو إلا ذكر للعالمين } ، وقال آخر ق { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } . وتسمى أيضا : الباسقات .

وتشتمل السورة على أشياء كثيرة : أولها القسَم بالقرآن الكريم وتمجيده ، وتعجّب المشركين أن جاءهم رسول منهم ينذرهم ، وإنكارهم للنبوة والبعث ، ثم الحث على النظر في هذا الكون ، في السماء وزينتها وبهجة بنائها ، وفي الأرض وجبالها الشامخات ، وزروعها البهيجة ، ومطرها الغزير كيف يحيي الأرض بعد موتها ، ونخلها الباسقات ، ودولها من عاد إلى أصحاب الأيكة وقوم تبّع ، وما استحقوا من وعيد وعذاب ، وما فيها من تقريع للإنسان على سوء أعماله ، إنه مسئول عن دخائل نفسه ، ومحاط بالكرام الكاتبين ، يُحصون أعماله ، ويرقُبون أقواله ، حتى إذا جاءت سكرة الموت بالحق-كُشف له الغطاء ، ووقع الخصام ، وتعادى المحبّون ، وملئت جهنم بأهلها ، وأنعم الله على المؤمنين بالجنة ونعيمها غير المحدود { لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد } .

ثم خُتمت السورة بأمره صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى الكافرين الذين لم يعتبروا بمصير المكذبين من الأمم قبلهم ، وتوجيهه إلى الثبات على عبادة الله وتأكيد أمر البعث ، وأن مهمته الإرشاد وتذكير المؤمنين ، ودعوة الناس إلى القرآن الكريم ، وأنه ليس عليهم بمسيطر ، { نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبّار ، فذكّرْ بالقرآن من يخاف وعيد } .

ولهذه السورة شأن كبير ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يخطب بها في العيد والجمعة . قالت أم هشام ابنة حارثة الأنصارية : " ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا من رسول الله ، كان يقرأ بها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس " رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي وابن أبي شيبة . وفي القرطبي : في صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة ابن النعمان قالت : لقد كان تنوّرنا وتنوّر رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين أو سنة وبعض السنة وما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس .

مجيد : وافر المجد ، واسمٌ من أسماء الله الحسنى ، يقال : مجُد بضم الجيم مَجادة فهو مجيد . ويقال : مجَد بفتح الجيم يمجُد بضمها فهو ماجد . والمجد : المروءة والسخاء والكرم والشرف .

{ ق } : حرفٌ من حروف الهجاء افتتحت السورة به على طريقة القرآنِ الكريم في افتتاح بعض السور ببعض هذه الحروف للتحدّي وتنبيه الأذهان .

أُقسِم بالقرآن ذي المجد والشرف : إنا أرسلناك يا محمد ، لتنذرَ الناس به فلم يؤمنْ به أهلُ مكة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة ق وهي مكية

{ 1-4 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ }

يقسم تعالى بالقرآن المجيد أي : وسيع المعاني عظيمها ، كثير الوجوه كثير البركات ، جزيل المبرات . والمجد : سعة الأوصاف وعظمتها ، وأحق كلام يوصف بهذا ، هذا القرآن ، الذي قد احتوى على علوم الأولين والآخرين ، الذي حوى من الفصاحة أكملها ، ومن الألفاظ أجزلها ، ومن المعاني أعمها وأحسنها ، وهذا موجب لكمال اتباعه ، و [ سرعة ] الانقياد له ، وشكر الله على المنة به .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي أربعون وخمس آيات بلا خلاف

{ ق } قضي ما هو كائن إلى يوم القيامة { والقرآن المجيد } الكبير القدر و الكثير الخير