الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة ق بمكة .

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال : نزلت المفصل بمكة فمكثا حججاً نقرأه لا ينزل غيره .

وأخرج ابن أبي داود وابن عساكر عن عثمان بن عفان أنها لما ضربت يده قال : والله إنها لأول يد خطت المفصل .

وأخرج أحمد والطبراني وابن جرير والبيهقي في شعب الإِيمان عن واثلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ، وأعطيت مكان الزبور المئين ، وأعطيت مكان الإِنجيل المثاني ، وفضلت بالمفصل » .

وأخرج الدارمي والطبراني ومحمد بن نصر والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال : أن لكل شيء لباباً وإن لباب القرآن المفصل .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن ماجة عن أوس بن حذيفة قال : قدمنا في وفد ثقيف ، فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف تجزئون القرآن ؟ قالوا : ثلث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده .

وأخرج البيهقي في السنن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم بها الناس في الصلاة المكتوبة .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومسلم عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر { ق والقرآن المجيد } .

وأخرج سعيد بن منصور واللفظ له ومسلم وابن ماجة عن قطبة بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى { ق والقرآن المجيد } .

وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي واقد الليثي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيد بقاف ، واقتربت .

وأخرج أحمد ومسلم وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن أم هشام ابنة حارثة قالت : ما أخذت { ق و القرآن المجيد } إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يقرأ بها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس .

وأخرج ابن سعد عن أم صبية خولة بنت قيس الجهنية قالت : كنت أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ، وأنا في مؤخر النساء ، فأسمع قراءته { ق والقرآن المجيد } على المنبر وأنا في مؤخر المسجد .

وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تعلموا { عم يتساءلون } ، و تعلموا { ق والقرآن المجيد } ، وتعلموا { والنجم إذا هوى } { والسماء ذات البروج } { والسماء والطارق } » .

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { ق } قال : هو اسم من أسماء الله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : خلق الله تعالى من وراء هذه الأرض بحراً محيطاً بها ثم خلق من وراء ذلك جبلاً يقال له { ق } السماء الدنيا مترفرفة عليه ، ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضاً مثل تلك الأرض سبع مرات ، ثم خلق من وراء ذلك بحراً محيطاً بها ، ثم خلق من وراء ذلك جبلاً يقال له { ق } السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات ، قال : وذلك قوله { والبحر يمده من بعده سبعة أبحر } [ لقمان : 27 ] .

وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله { ق } قال : جبل من زمرد محيط بالدنيا عليه كتفا السماء .

وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال : خلق الله جبلاً يقال له { ق } محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض ، فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها ، فمن ثم تحرك القرية دون القرية .

وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال : { ق } جبل محيط بالأرض .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { ق } اسم من أسماء القرآن .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس { والقرآن المجيد } قال : الكريم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : { والقرآن المجيد } ليس شيء أحسن منه ولا أفضل منه .