بعد أن تم تقرير القبلة ، وما واكبه من امتحان كبير للمؤمنين ، وما لاقوه من اليهود والمنافقين والمشركين . وبعد بيان نعم الله على المؤمنين ، شرع سبحانه في توجيه هذه الأمة توجيها عظيما ، وتوطينها على احتمال الشدائد ، وتعويد النفوس على التضحية . وأعظم شيء يواجه الانسان به كل هذه المكاره هو الصبر ، ولذلك قال تعالى : يا أيها المؤمنون ، استعينوا في كل ما تأتون وما تذرون بالصبر ، فإنه أمر عظيم ، ومزية كبرى وليس الصبر مجرد الاستسلام والخنوع أمام الحوادث ، إن ذلك عجز وصغار لا يرضى بهما الله لعباده المؤمنين ، وإنما هو تحمُّل مع عمل دائب مدروس .
وكذلك بالصلاة ، وهي الوقوف بين يدي الله تعالى ومناجاته بخشوع وتدبر ، وطلب المعونة والهداية منه . بذلك يطهُر جسد المؤمن ، كما تطهر روحه .
وقد خص الصبر والصلاة معاً ، لأن الصبر أشد الأعمال الباطنية على البدن ، والصلاة أشد الأعمال الظاهرة عليه . وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبه أمر صلّى » .
فالصبر والصلاة من أقوى عُدد المؤمن في هذه الحياة ، إن الله مع الصابرين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.