الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (153)

ثم قال( {[4846]} ) : ( يَاأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) [ 152 ] .

هذه الآية حض( {[4847]} ) من الله تعالى للمؤمنين على طاعته ، واحتمال المكروه في الله عز وجل . فالمعنى : استعينوا على طاعة الله بالصبر والتسليم لأمره في جميع ما يأمركم به ، واستعينوا على ذلك أيضاً بالصلاة لأن بها تتقربون إلى الله سبحانه ، فيجيب دعاءكم ويقضي حوائجكم( {[4848]} ) .

قال قتادة : " احتجوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في انصرافه إلى الكعبة : [ وقالوا : سيرجع محمد ]( {[4849]} ) إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا ، فأمرهم( {[4850]} ) الله تعالى أن يستعينوا( {[4851]} ) بالصبر والصلاة " . وقيل : الصبر( {[4852]} ) هنا الصوم ، لأنه يقطع عن( {[4853]} ) اللذات( {[4854]} ) .

وقيل : الصبر هنا( {[4855]} ) الصبر عن( {[4856]} ) المعاصي .

( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )( {[4857]} ) : أي : ناصرهم وراض( {[4858]} ) بفعلهم يظهر دينه على سائر الأديان لأن من كان الله معه فهو الغالب .


[4846]:- في ح: قال تعالى.
[4847]:- في ع3: خطاب.
[4848]:- انظر: معناه في جامع البيان 3/213.
[4849]:- في ع3: فقالوا سيرجع.
[4850]:- في ع3: فأمر.
[4851]:- سقط قوله: "إلى الكعبة..يستعينوا" من ع2.
[4852]:- سقط من ق.
[4853]:- في ع2: على.
[4854]:- انظر: تفسير الغريب: 47، مفردات الراغب 298، واللسان 2/496.
[4855]:- سقط من ع3.
[4856]:- في ع2، ع3: على.
[4857]:- البقرة آية 152.
[4858]:- في ع2، ع3: أرض.