فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (153)

لما فرغ سبحانه من إرشاد عباده إلى ذكره ، وشكره ، عقب ذلك بإرشادهم إلى الاستعانة بالصبر ، والصلاة ، فإنّ من جمع بين ذكر الله ، وشكره ، واستعان بالصبر ، والصلاة على تأدية ما أمر الله به ، ودفع ما يرد عليه من المحن ، فقد هُدِى إلى الصواب ، ووُفِّق إلى الخير ، وإن هذه المعية التي أوضحها الله بقوله : { إِنَّ الله مَعَ الصابرين } فيها أعظم ترغيب لعباده سبحانه إلى لزوم الصبر على ما ينوب من الخطوب ، فمن كان الله معه لم يخش من الأهوال ، وإن كانت كالجبال .

/خ157