ثم قال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا } ، يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى . وهذا نداء المدح ، وقد ذكرنا قبل هذا أن النداء على ست مراتب . وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إذا سمعت الله يقول : { يا أيها الذين آمنوا } فَارْعَ له بسمعك فإنه أمر تؤمر به أو نهي تنهى عنه .
{ استعينوا بالصبر والصلاة } على أداء الفرائض وبالصلاة خاصة . قال الزجاج : استعينوا بالصبر على ما أنتم عليه وإن أصابكم مكروه . وقال مجاهد : { استعينوا بالصبر } أي بالصوم والصلاة . وقال الضحاك : { استعينوا بالصبر } على صوم شهر رمضان وعلى الصلوات الخمس . ويقال : الصبر هو الصبر بعينه . ذكر في هذه الآية الطاعة الظاهرة والطاعة الباطنة ، فأمر بالصبر والصلاة ، لأنه ليس شيء من الطاعة الظاهرة أشد من الصلاة على البدن ، لأنه يجتمع فيها أنواع الطاعات : الخضوع والإقبال والسكون والتسبيح والقراءة ؛ فإذا تيسر عليه الصلاة تيسر عليه ما سوى ذلك . وليس شيء من الطاعات الباطنة أشد من الصبر على البدن ، فأمر الله بالصبر والصلاة لأنه حسن . ثم قال : { إِنَّ الله مَعَ الصابرين } ، فالله تعالى مع كل أحد ، ولكن خصّ الصابرين لكي يعلموا أن الله سبحانه وتعالى يفرج عنهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.