تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكٗاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةٗ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (247)

وقال لهم نبيّهم : إن الله استجاب لكم فاختار طالوت ملكاً عليكم . فاعترض كبراؤهم على اختيار الله قائلين : كيف يكون طالوت ملكاً علينا ونحن أولى منه ! إنه ليس بذي نسب ، فليس هو من سلالة الملوك ولا النبوة ، وليس له مال . وهذا هو مقياس الأولوية عندهم .

فردّ عليهم نبيهم قائلا : إن الله اصطفاه من بينكم لأن فيه صفات ومزايا أهمَّ من المال والنسب ، وهي السعة في العلم للتدبير وحسن القيادة ، والخبرة بشؤون الحرب وسياسة الحكم ، مع قوة الجسم . السلطانُ بيد الله يعطيه من يشاء من عباده ولا يعتمد على وراثة أو مال ، والله واسع عليم .