قوله : ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيئُهُمُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً ) [ 245 ] .
قال لهم ذلك سمعون بأمر الله له ، [ فلم يرضوا ]( {[8019]} ) به ، وكان طالوت هو( {[8020]} ) من سبط ابن يامين بن يعقوب ، فقالوا : أنى يكون له الملك علينا ، وهو من سبط( {[8021]} ) ابن يامين ، ولا ملك فيه( {[8022]} ) .
( وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ ) [ 245 ] . لأنا من سبط يهوذا( {[8023]} ) بن يعقوب .
( وَلَمْ يُوتَ سَعَةً مِّنَ المَالِ ) [ 245 ] : عابوه/بفقره .
قيل : طالوت كان سقاءً وكان دباغاً( {[8024]} ) .
قال وهب بن( {[8025]} ) منبه : " لما سألوا نبيهم أن يبعث الله( {[8026]} ) إليهم ملكاً يقاتلون معه سأل نبي الله في ذلك ، فأمره أن ينظر إلى قرن في بيت فيه دهن ، فقيل له : هذا الدهن/إذا نشَّ عند دخول رجل فهو الملك ، فَأَدْهِنْ رأسه منه ومَلِّكْهُ عليهم ، فأقام النبي ينتظر( {[8027]} ) متى يدخل ذلك الرجل عليه . فخرج طالوت يوماً في طلب دابة له ، ومعه/غلام له فمر ببيت النبي فقال غلام طالوت لطالوت : لو دخلت بنا على هذا النبي فسألناه عن( {[8028]} ) دابتنا ليرشدنا إليها ، ويدعو لنا بخير ، فدخلا عليه ، فبينما هما عنده يذكران شأن دابتهما ويسألانه الدعاء ، إذ( {[8029]} ) نش الدهن الذي في القرن ، فأخذه النبي وقال لطالوت : قَرِّب رأسك فَدَهِّنْهُ من الدهن ، [ ثم قال ]( {[8030]} ) له : أنت ملِك بني( {[8031]} ) إسرائيل . فشاع الأمر في بني إسرائيل [ وأتت ]( {[8032]} ) عظماء بني إسرائيل لنبيهم وقالوا : ما لطالوت يُمَلِّك علينا ونحن أحق بالملك منه لأنك قد علمت أن الملك والنبوة في آل لاوي وآل يهوذا فقال لهم : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ ) : أي اختاره وزاده بسطة في العلم والجسم " ( {[8033]} ) .
وقال السدي : " لما سألوه( {[8034]} ) ملكاً يقاتلون( {[8035]} ) معه أتاهم بعصا( {[8036]} ) ، وقال( {[8037]} ) : إن صاحبكم طوله( {[8038]} ) طول هذه العصا ، فقاسوا أنفسهم بها ، فلم يكونوا مثلها ، فقال لهم : إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا ما كنت قط أكذب منك الساعة " ( {[8039]} ) .
قال ابن عباس : " كان من بني إسرائيل سبط نبوة وسبط خلافة ، ولم يكن طالوت من أحد السبطين ، فلذلك قالوا : ( أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا ) أي من أين له ذلك ، وليس هو [ من أحد ]( {[8040]} ) السبطين ( وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ ) ، لأنا من أحد السبطين " ( {[8041]} ) .
وقال غيره : " [ كان طالوت من سبط قد أتوا ]( {[8042]} ) ذنباً فنزع منهم الملك ، فلذلك أنكروا أن يكون ملكاً إذ هو من سبط قد أتوا ذنباً ، ونزع منهم الملك " .
قال وهب بن( {[8043]} ) منبه : " كان طالوت يطول بني إسرائيل من منكبيه إلى فوق ؛ يزيد( {[8044]} ) ذلك على أطولهم " ( {[8045]} ) .
قوله : ( وَاللَّهُ يُوتِي مُلْكَهُ مَنْ يَّشَاءُ ) [ 245 ] . أي : يضعه حيث( {[8046]} ) يشاء .
( وَاللَّهُ وَاسِعٌ ) [ 245 ] . أي : يوسع من فضله على من يشاء .
( عَلِيمٌ ) [ 245 ] بمن هو أحق بالمملكة ، وبما فيه حسن العاقبة وهذه الآية تدل على جواز إقامة المفضول لأن نبيهم كان أفضل من طالوت فقد قدم المفضول( {[8047]} ) على الفاضل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.