جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكٗاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةٗ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةٗ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (247)

{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً } أميراً سألتموه للقتال ، { قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ } : من أين يستأهل الإمارة ؟ { عَلَيْنَا وَنَحْنُ {[484]} أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ } ، لأنه لم يكن من سبط يهوذا {[485]} ، والملك كان في سبطه ، قيل : إنه سقاء ، وقيل : دباغ ، { وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ } ، أي : وهو مع هذا فقير لا مال له يقوم بالملك ، { قَالَ } لهم نبيهم { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ } ، أجاب عن اعتراضهم أولا بأنه لست أنا الذي عينته ، بل الله أمرني به ، وهو أعلم منكم ، وثانيا بقوله ، و{ زَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } : ووفور العلم وقوة البدن عماد الملك لأنه أعرف بطرق السياسة ولأنه أقوى على مقاومة العدو ، وثالثا بقوله ، { وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ } ، أي : هو مالك الملك ، فله أن يؤتيه من يشاء من غير اعتراض عليه ، ورابعا : بقوله ، { وَاللّهُ وَاسِعٌ } : يوسع على الفقير فيغنيه ، { عَلِيمٌ } : بمن يليق بالملك نسيبا أو غيره .


[484]:الواو في "ونحن" حال من ضمير له، والواو في "ولم يؤت" عطف على الجملة الحالية، ويجوز أن يكون حالاً من ضمير "علينا" لأن و "لم يؤت" لا يصلح أن يكون حالا منه والحال ضمير له لا غير لأن و "لم يؤت" حال منه البتة/12
[485]:(*) في الأصل: يهودا، بالدال