{ طَالُوتَ } اسم أعجمي كجالوت وداود . وإنما امتنع من الصرف لتعريفه وعجمته ، وزعموا أنه من الطوال لما وصف به من البسطة في الجسم . ووزنه إن كان من الطول « فعلوت » منه ، أصله طولوت ، إلا أنّ امتناع صرفه يدفع أن يكون منه ، إلا أن يقال : هو اسم عبراني وافق عربياً ، كما وافق حنطاء حنطة ، وبشمالاها لها رحمانا رحيماً بسم الله الرحمن الرحيم ، فهو من الطول كما لو كان عربياً ، وكان أحد سببيه العجمة لكونه عبرانياً { أنى } كيف ومن أين ، وهو إنكار لتملكه عليهم واستبعاد له . فإن قلت ، ما الفرق بين الواوين في { وَنَحْنُ أَحَقُّ } ، { وَلَمْ يُؤْتَ } ؟ قلت : الأولى للحال ، والثانية لعطف الجملة على الجملة الواقعة حالاً ، قد انتظمتهما معاً في حكم واو الحال . والمعنى : كيف يتملك علينا والحال أنه لا يستحق التملك لوجود من هو أحق بالملك ، وأنه فقير ولا بدّ للملك من مال يعتضد به . وإنما قالوا ذلك لأنّ النبوّة كانت في سبط لاوي بن يعقوب والملك في سبط يهوذا ولم يكن طالوت من أحد السبطين ، ولأنه كان رجلاً سقاء أو دباغاً فقيراً . وروي : أنّ نبيهم دعا الله تعالى حين طلبوا منه ملكاً ، فأتى بعصا يقاس بها من يملك عليهم ، فلم يساوها إلا طالوت { قَالَ إِنَّ الله اصطفاه عَلَيْكُمْ } يريد أنّ الله هو الذي اختاره عليكم ، وهو أعلم بالمصالح منكم ولا اعتراض على حكم الله . ثم ذكر مصلحتين أنفع مما ذكروا من النسب والمال وهما العلم المبسوط والجسامة . والظاهر أنّ المراد بالعلم المعرفة بما طلبوه لأجله من أمر الحرب . ويجوز أن يكون عالماً بالديانات وبغيرها . وقيل : قد أوحي إليه ونبىء . وذلك أنّ الملك لا بدّ أن يكون من أهل العلم ، فإنّ الجاهل مزدرى غير منتفع به ، وأن يكون جسيماً يملأ العين جهارة لأنه أعظم في النفوس وأهيب في القلوب . والبسطة : السعة والامتداد . وروي أن الرجل القائم كان يمدّ يده فينال رأسه { يُؤْتِى مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ } أي الملك له غير منازع فيه ، فهو يؤتيه من يشاء : من يستصلحه للملك { والله واسع } الفضل والعطاء ، يوسع على من ليس له سعة من المال ويغنيه بعد الفقر { عَلِيمٌ } بمن يصطفيه للملك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.