ثم بيّن لهم القصة بقوله : { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا } ، يعني قال : أجابكم ربكم إلى ما سألتم من بعث ملك تقاتلون في سبيل الله معه ، وقد جعل لكم طالوت ملكاً ؛ وكان طالوت فيهم حقير الشأن ، وكانت النبوة في بني لاوي بن يعقوب ، والملك في سبط يهوذا . ولم يكن طالوت من أهل بيت النبوة ولا من أهل بيت الملك . ويقال : كان رجلاً يبيع الخمر ، ويقال : كان بقاراً ، ويقال : كان دباغاً ، ولكنه كان عالماً فرفعه الله بعلمه . { قَالُواْ أنى يَكُونُ لَهُ الملك عَلَيْنَا } ، يعني المسلمون قالوا لنبيهم : من أين يكون له الملك { عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بالملك مِنْهُ } ؟ لأن منا الملوك . { وَلَمْ يُؤْتَ } طالوت { سَعَةً مّنَ المال } ينفق علينا . والملك يحتاج إلى مال ينفق على جنوده وأعوانه .
{ قَالَ } لهم نبيهم عليه السلام : { إِنَّ الله اصطفاه عَلَيْكُمْ } ، يعني اختاره عليكم { وَزَادَهُ بَسْطَةً } ، أي فضيلة { فِي العلم والجسم } ؛ وكان رجلاً جسيماً وكان عالماً . ويقال : كان عالماً بأمر الحرب . { والله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء والله واسع عَلِيمٌ } .
والواسع في اللغة : هو الغني . ويقال : { واسع } بعطية الملك ، { عالم } لمن يعطيه . ويقال : { واسع } يعني باسط الرزق ، { عليم } بمن يصلح له الملك . فظنوا أنه يقول لهم من ذات نفسه . وقالوا له : إن كان الله تعالى أمرك بذلك ، فأتنا بآية قال الله تعالى : { وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التابوت }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.