وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يوت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم 247
( وقال لهم نبيهم ) شروع في تفصيل ما جرى بينهم وبين نبيهم من الأقوال والأفعال ( إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ) وهو اسم أعجمي وكان سقاء ، وقيل راعيا ، وقيل دباغا ، وقيل مكاريا واسمه بالعبرانية شاول ابن قيس وجعله فعلوتا من الطول تعسف يدفعه منع صرفه .
( قالوا أنى يكون له الملك علينا ) أي كيف يكون ذلك وكيف يستحقه ولم يكن من بيت الملك ( ونحن أحق بالملك منه ) وإنما قالوا ذلك لأنه كان في بني إسرائيل سبطان سبط نبوة وسبط مملكة فسبط النبوة سبط لاوى ابن يعقوب ، ومنه كان موسى وهرون عليهما السلام ، وسبط المملكة سبط يهوذا بن يعقوب ومنه كان داود وسليمان عليهما السلام ، ولم يكن طالوت من أحدهما ، وإنما كان من سبط بنيامين بن يعقوب عليه السلام ، فلهذا أنكروا كونه ملكا لهم وزعموا أنهم أحق بالملك منه .
ثم أكدوا ذلك بقولهم ( ولم يوت سعة من المال ) أي ولا هو ممن أوتي سعة من المال حتى نتبعه لشرفه أو لماله بل هو فقير ، والملك يحتاج إلى المال ( قال ) يعني شمويل النبي ( إن الله اصطفاه عليكم ) أي اختاره وخصه بالملك واختيار الله هو الحجة القاطعة .
ثم بين لهم مع ذلك وجه الاصطفاء وقال ( وزاده بسطة ) أي فضيلة وسعة ( في العلم ) الذي هو ملاك الإنسان ورأس الفضائل وأعظم وجوه الترجيح ، وكان من أعلم بني إسرائيل وقيل هو العلم بالحرب وبالملك ، وقيل به وبالديانات ( والجسم ) الذي يظهر به الأثر في الحروب ونحوها فكان قويا في دينه وبدنه ، وذلك المعتبر لأشرف النسب ، فإن فضائل النفس مقدمة عليه{[246]} .
وفي هذه الآية دليل على بطلان قول من زعم من الشيعة أن الأمامة موروثة ، وكان طالوت أطول من الناس برأسه ومنكبيه ، وقيل بالجمال وكان من أجملهم ، وقيل المراد به القوة لأن العلم بالحروب والقوة على الأعداء مما فيه حفظ المملكة .
( والله يؤتي ملكه من يشاء ) فالملك ملكه والعبيد عبيده ، فما لكم والاعتراض على شيء ليس هو لكم ولا أمره إليكم .
وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن قوله هذا من قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هو من قول نبيهم وهو الظاهر ، وقيل من كلام الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ( والله واسع ) أي واسع الفضل يوسع على من يشاء من عباده ( عليم ) بمن يستحق الملك ويصلح له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.