وقوله تعالى : { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا . . . } [ البقرة :244 ] [ البقرة :247 ] .
قال وهْبُ بن مُنَبِّهٍ : وكان طالوتُ رجلاً دبَّاغاً ، وقال السُّدِّيُّ : سَقَّاءً ، وكان من سِبْط بِنْيَامِينَ ، وكان سبطاً لا نبوَّةَ فيه ، ولا ملكَ ، ثم إِن بني إِسرائيل تعنَّتوا ، وحادُوا عن أمر اللَّه ، وجَرَوْا على سَنَنِهِمْ فقالوا : { أنى يَكُونُ لَهُ الملك عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بالملك مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ المال }[ البقرة :247 ] . أي : لم يؤت مالاً واسعاً ، يجمع به نفوسَ الرجالِ ، ويَغْلِبُ به أهْل الأَنَفَةِ .
قال : ( ع ) وترك القَوْمُ السَّببَ الأقوى ، وهو قَدَرُ اللَّه وقضاؤُه السَّابقُ ، وأنه مالكُ الملكِ ، فاحتج عليهم نبيُّهم بالحُجَّة القاطعة ، وبيَّن لهم مع ذلك تعليلَ اصطفاء طالوتَ ببَسْطَته في العِلْمِ ، وهو مِلاَكُ الإِنسان ، والجِسْمِ الذي هو مُعِينُهُ في الحرب ، وعُدَّتُهُ عند اللقاء ، و{ اصطفى } : مأخوذٌ من الصَّفْوة ، والجمهورُ على أنَّ العلْم في هذه الآية يرادُ به العمومُ في المعارف ، وقيل : المرادُ عِلْمُ الحرب ، وأما جِسْمُهُ ، فقال وهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ : إِن أطْولَ رجُلٍ في بني إِسرائيل كان يَبْلُغ مَنْكِبَ طالوت .
( ت ) قال أبو عُبَيْد الهَرَوِيُّ : قوله { وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العلم والجسم } أي : انبساطا وتوسُّعاً في العلْم ، وطولاً وتماماً في الجسم . انتهى من شرحه " لِغَرِيبَيِ القُرآن وأحاديثِ النبيِّ عليه السلام " .
ولما علم نبيُّهم -عليه السلام- تعنُّتهم وجدالَهم ، تمَّ كلامه بالقَطْع الذي لا اعتراض عليه ، وهو قوله : { والله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ } ، وظاهر اللفظ أنه من قول نبيِّهم -عليه السلام- ، وذهب بعض المتأوِّلين إِلى أنَّه من قول اللَّه تعالى لمحمَّد صلى الله عليه وسلم ، والأول أظهر ، و{ واسع } معناه : وسعَتْ قدرته ، وعلمه كلَّ شيْء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.