تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (27)

ثم يأتي النداء الرابع ، وفيه ينبّههم إلى أن مخالفة الله في أوامره- ومن أشدِّها إفشاء سر الأمة للأعداء - خيانةٌ لله ولرسوله وخيانة للأمة ، وحسب الخائنين سقوطا عند الله قوله تعالى : { إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الخائنين } [ الأنفال : 59 ] .

يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول بموالاة الأعداء ، ولا تخونوا الأمانات التي تكون بينكم ، فالخيانة من صفات المنافقين ، والأمانة من صفات المؤمنين .

وأكبر خيانة في الوقت الحاضر هي قعود المسلمين عن الجهاد في سبيل الله ، وتركُ المسجد الأقصى في يد أعداء الله اليهود . فالخيانة بكل معانيها صفة مذمومة . روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلَف ، وإذا ائتُمِن خان ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم » .

{ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } وأنتم تعلمون مفاسد الخيانة وتحريم الله لها وسوء عاقبتها في الدنيا والآخرة .