تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (27)

{ يا أيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول } ، يعنى أبا لبابة ، وفيه نزلت هذه الآية ، نظيرها في المتحرم { وتخونوا } [ التحريم :10 ] يعنى فخالفتاهما في الدين ، ولم يكن في الفرج ، واسمه مروان بن عبد المنذر الأنصاري ، من بني عمرو بن عوف ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة ، فسألوا الصلح على مثل صلح أهل النصير ، على أن يسيروا إلى إخواتهم إلى أذرعات وأريحا في أرض الشام ، وأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا إلا على الحكم ، فأبوا ، وقالوا : أرسل إلينا أبا لبابة ، وكان مناصحهم ، وهو حليف لهم ، فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، فلما أتاهم ، قالوا : يا أبا لبابة ، أتنزل على حكم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار أبا لبابة بيده إلى حلقه إنه الذبح ، فلا تنزلوا على الحكم ، فأطاعوه ، وكان أبو لبابة وولده مهم ، فغش المسلمين وخان ، فنزلت في أبي لبابة : { يا أيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول } { وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } [ آية :27 ] أنها الخيانة .