قوله تعالى : { وَتَخُونُواْ } : يجوز فيه أن يكونَ منصوباً بإضمار " أَنْ " على جواب النهي أي : لا تجمعوا بين الجنايتين كقوله :
لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثلَه *** عارٌ عليك إذا فَعَلْت عظيمُ
والثاني : أن يكونَ مجزوماً نسقاً على الأول ، وهذا الثاني أَوْلى ؛ لأنه فيه النهيُ عن كلِّ واحدٍ على حِدَته بخلاف ما قبله ، فإنه نهيٌ عن الجمع بينهما ، ولا يلزمُ من النهي عن الجمع بين الشيئين النهيُ عن كلِّ واحدٍ على حِدَته . وقد تقدَّم تحريرُ هذا في قوله : { وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ } [ البقرة : 42 ] أولَ البقرة .
و " أماناتِكم " على حَذْف مضاف أي : أصحابَ أماناتكم . ويجوز أن يكونوا نُهوا عن جناية الأماناتِ مبالغةً كأنها جُعِلت مخونةً . وقرأ مجاهد ورُوِيت عن أبي عمرو " أمانتكم " بالتوحيد والمرادُ الجمع .
" وأنتم تعلمون " جملة حالية ، ومتعلَّقُ العلم يجوز أن يكون مراداً أي : تعلمونَ قُبْحَ ذلك أو أنكم مؤاخذون بها . ويجوز ألاَّ يُقَدَّر أي : وأنتم من ذوي العلم . والعلمُ يُحتمل أن يكون على بابه ، وأن يكونَ بمعنى العرفان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.