{ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم } الخون أصله كما في الكشاف النقص كما أن الوفاء التمام ، ثم استعمل في ضد الأمانة والوفاء لأنك إذا خنت الرجل في شيء فقد أدخلت عليه النقصان ، وقيل معناه الغدر وإخفاء الشيء ومنه قوله تعالى : { يعلم خائنة الأعين } .
نهاهم الله عن أن يخونوه بترك شيء مما افترضه عليهم أو يخونوا رسوله بترك شيء مما آمنهم الله عليه أو بترك شيء مما سنه لهم ، أو يخونوا شيئا من الأمانات التي ائتمنوا عليها ، وسميت أمانات لأنه يؤمن معها من منع الحق ، مأخوذة من الأمن ، قال ابن عباس : لا تخونوا الله بترك فرائضه والرسول بترك سننه وارتكاب معصيته .
وقال المغيرة بن شعبة : نزلت هذه الآية في قتل عثمان ، وقال يزيد بن أبي حبيب : هو الإخلال بالسلاح في المغازي ، ولعل مرادهما أن هذا مما يندرج تحت عمومها .
قال جابر بن عبد الله : إن أبا سفيان خرج من مكة فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال إن أبا سفيان بمكان كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه بمكان كذا فاخرجوا إليه واكتموا فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان أن محمدا يريدكم فخذوا حذركم فأنزل الله هذه الاية .
وعن عبد الله بن أبي قتادة قال : نزلت هذه الآية في أبي لبابة بن عبد المنذر سألوه يوم قريظة ما هذا الأمر فأشار إلى حلقه أنه الذبح فنزلت ، وعن الزهري : نحوه بأطول منه ، وعن الكلبي والسدي نحوه .
ولما اشتد الحصار ببني قريظة أطاعوا وانقادوا أن ينزلوا على ما يحكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحكم فيهم سعد بن معاذ وقال : إني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ) {[836]} .
وفي رواية محمد بن صالح : لقد حكمت اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات ، والقصة بطولها في المواهب اللدنية { وأنتم تعلمون } أن ذلك الفعل خيانة فتفعلون الخيانة عن عمد ، أو أنتم من أهل العلم لا من أهل الجهل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.