تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ} (60)

رباط الخيل : حبسها على الجهاد واقتناؤها .

بعد ذلك بيّن الله تعالى أن الاستعداد بما فيه القدرة والطاقة فريضة تصاحب فريضة الجهاد ، والاستعداد أنفى للاعتداء .

أعدّوا يا معشر المسلمين ، لمواجهة أعدائكم ما استطعتم من قوة حربيّة شاملة لجميع عتاد القتال ، ومن المرابطين في الثغور وأطراف البلاد بِخَيلهم ، لتخيفوا بكل ذلك عدوَّ الله وعدوكم ، من الكفار المتربصين .

{ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ } وليخيفوا أيضا آخرين غير هؤلاء الأعداء ، أنتم لا تعلمونهم الآن لكن الله يعلمهم ، لأنه لا يخفى عليه شيء .

{ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ الله يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } إن الله يجزيكم جزاء وافيا ، عن كل ما أنفقتم من شيء في سبيل إعداد القوة قاصدين به وجه الله ، دون أن ينقصكم مثقال ذرة مما تستحقون .