ف " قال بصرت بما لم يبصروا به " " قال " السامري مجيبا لموسى " قال بصرت بما لم يبصروا به " يعني : رأيت ما لم يروا ، رأيت جبريل عليه السلام على فرس الحياة ، فألقي في نفسي : أن أقبض من أثره قبضة ، فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ولحم ودم ، فلما سألوك أن تجعل لهم إلها زينت لي نفسي ذلك . وقال علي رضي الله عنه : لما نزل جبريل ليصعد بموسى عليه السلام ، إلى السماء ، وأبصره السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس . وقيل : قال السامري رأيت جبريل على الفرس وهى تلقي خطوها مد البصر فألقي في نفسي أن أقبض من أثرها فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ودم . وقيل : رأى جبريل يوم نزل على رَمَكَةٍ{[11162]} وَدِيقٍ ، فتقدم خيل فرعون في ورود البحر . ويقال : إن أم السامري جعلته حين وضعته في غار خوفا من أن يقتله فرعون ، فجاءه جبريل عليه السلام ، فجعل كف السامري في فم السامري ، فرضع العسل واللبن فاختلف إليه فعرفه من حينئذ . وقد تقدم هذا المعنى في " الأعراف " {[11163]} . ويقال : إن السامري سمع كلام موسى عليه السلام ، حيث عمل تمثالين من شمع أحدهما ثور والآخر فرس ، فألقاهما في النيل طلب قبر يوسف عليه السلام وكان في تابوت من حجر في النيل فأتى به الثور على قرنه ، فتكلم السامري بذلك الكلام الذي سمعه من موسى ، وألقى القبضة في جوف العجل فخار . وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وخلف " بما لم تبصروا " بالتاء على الخطاب . الباقون بالياء على الخبر .
قوله تعالى : " فقبضت قبضة من أثر الرسول " وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود والحسن وقتادة " فقبصت قبصة " بصاد غير معجمة . وروي عن الحسن ضم القاف من " قبصة " والصاد غير معجمة . الباقون : بالضاد المعجمة . والفرق بينهما أن القبض بجميع الكف ، والقبص بأطراف الأصابع ، ونحوهما الخضم والقضم ، والقبضة بضم القاف القدر المقبوض ؛ ذكره المهدوي . ولم يذكر الجوهري " قبصة " بضم القاف والصاد غير معجمة ، وإنما ذكر " القبضة " بضم القاف والضاد المعجمة وهو ما قبضت عليه من شيء ؛ يقال : أعطاه قبضة من سويق أو تمر أي كفا منه ، وربما جاء بالفتح . قال : والقبض بكسر القاف والصاد غير المعجمة العدد الكثير من الناس ، قال الكميت
ل كم مسجدا الله المُزوران والحَصَى*** لكم قِبْصُهُ من بين أَثْرَى وَأَقْتَرَى{[11164]}
" فنبذتها " أي طرحتها في العجل . " وكذلك سولت لي نفسي " أي زينته ، قاله الأخفش . وقال ابن زيد : حدثتني نفسي . والمعنى متقارب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.