لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قَالَ بَصُرۡتُ بِمَا لَمۡ يَبۡصُرُواْ بِهِۦ فَقَبَضۡتُ قَبۡضَةٗ مِّنۡ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذۡتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتۡ لِي نَفۡسِي} (96)

{ قال } يعني السامري { بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول } يعني من تراب حافر فرس جبريل { فنبذتها } يعني فقذفتها في فم العجل فخار . فإن قلت كيف عرف السامري جبريل ورآه من بين سائر النار . قلت ذكروا فيه وجهين . أحدهما : أن أمه ولدته في السنة التي كان يقتل فيها البنون فوضعته في كهف حذراً عليه من القتل فبعث الله إليه جبريل ليربيه لما قضى الله على يديه من الفتنة . الوجه الثاني : أنه لما نزل جبريل إلى موسى ليذهب به إلى الطور رآه السامري من بين سائر الناس ، فلما رآه قال إن لهذا لشأناً فقبض القبضة من أصل تربة أثر موطئه ، فلما سأله موسى قال قبضت قبضة من أثر الرسول إليك يوم جاء للميعاد . وقيل رآه يوم فلق البحر فأخذ القبضة وجعلها في عمامته لما يريد الله أن يظهره من الفتنة على يديه وهو قوله { وكذلك سولت } يعني زينت { لي نفسي } وقيل إنه من السؤال والمعنى أنه لم يدعني إلى فعلة غيري واتبعت فيه هواي .