قوله تعالى : " وقال " إبراهيم " إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا " وقرأ حفص وحمزة : " مودةَ بينكم " وابن كثير وأبو عمرو والكسائي : " مودةٌ بينِكم " والأعشى عن أبي بكر عن عاصم وابن وثاب والأعمش : " مودةٌ بينَكم " الباقون " مودةُ بينَكم " فأما قراءة ابن كثير ففيها ثلاثة أوجه : ذكر الزجاج منها وجهين : أحدهما : أن المودة ارتفعت على خبر إن وتكون " ما " بمعنى الذي ، والتقدير إن الذي اتخذتموه من دون الله أوثانا مودة بينكم والوجه الآخر أن يكون على إضمار مبتدأ أي وهي مودة أو تلك مودة بينكم والمعنى ألهتكم أو جماعتكم مودة بينكم . قال ابن الأنباري : " أوثانا " وقف حسن لمن رفع المودة بإضمار ذلك مودة بينكم ومن رفع المودة على أنها خبر إن لم يقف . والوجه الثالث الذي لم يذكره أن يكون " مودة " رفعا بالابتداء و " في الحياة الدنيا " خبره . فأما إضافة " مودة " إلى " بينكم " فإنه جعل " بينكم " اسما غير ظرف والنحويون يقولون جعله مفعولا على السعة . وحكى سيبويه : يا سارق الليلة أهل الدار ، ولا يجوز أن يضاف إليه وهو ظرف ؛ لعلةٍ ليس هذا موضع ذكرها . ومن رفع " مودة " ونونها فعلى معنى ما ذكر و " بينكم " بالنصب ظرفا ومن نصب " مودة " ولم ينونها جعلها مفعولة بوقوع الاتخاذ عليها وجعل " إنما " حرفا واحدا ولم يجعلها بمعنى الذي ويجوز نصب المودة على أنه مفعول من أجله كما تقول : جئتك ابتغاء الخير وقصدت فلانا مودة له " بينكم " بالخفض ومن نون " مودة " ونصبها فعلى ما ذكر " بينكم " بالنصب من غير إضافة . قال ابن الأنباري : ومن قرأ : " مودةً بينكم " و " مودة بينكم " لم يقف على الأوثان ووقف على الحياة الدنيا ومعنى الآية جعلتم الأوثان تتحابون عليها وعلى عبادتها في الحياة الدنيا " ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا " تتبرأ الأوثان من عبادها والرؤساء من السفلة كما قال الله عز وجل : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " [ الزخرف : 67 ] . " ومأواكم النار وما لكم من ناصرين " هو خطاب لعبدة الأوثان الرؤساء منهم والأتباع وقيل : تدخل فيه الأوثان كقوله تعالى : " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم " [ الأنبياء : 98 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.