الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضٖ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (25)

قرىء على النصب بغير إضافة وبإضافة ، وعلى الرفع كذلك ، فالنصب على وجهين : على التعليل ، أي لتتوادّوا بينكم وتتواصلوا ، لاجتماعكم على عبادتها واتفاقكم عليها وائتلافكم ، كما يتفق الناس على مذهب فيكون ذلك سبب تحابهم وتصادقهم . وأن يكون مفعولاً ثانياً ، كقوله : { اتخذ إلهه } [ الفرقان : 43 ] ، [ الجاثية : 23 ] أي اتخذتم الأوثان سبب المودّة بينكم ، على تقدير حذف المضاف . أو اتخذتموها مودّة بينكم ، بمعنى مودودة بينكم ، كقوله تعالى : { وَمِنَ الناس مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ الله } [ البقرة : 165 ] وفي الرفع وجهان : أن يكون خبراً لأنّ على أن ما موصولة . وأن يكون خبر مبتدأ محذوف . والمعنى : أنّ الأوثان مودّة بينكم ، أي : مودودة ، أو سبب مودّة . وعن عاصم : مودّة بينكم : بفتح بينكم مع الإضافة ، كما قرىء : { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 94 ] ففتح وهو فاعل . وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه : أوثاناً إنما مودّة بينكم في الحياة الدنيا ، أي : إنما تتوادّون عليها ، أو تودّونها في الحياة الدنيا { ثُمَّ يَوْمَ القيامة } يقوم بينكم التلاعن والتباغض والتعادي : يتلاعن العبدة . ويتلاعن العبدة والأصنام ، كقوله تعالى : { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } [ مريم : 82 ] .