تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضٖ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (25)

الآية 25 وقوله تعالى : { وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا } يقول ، والله أعلم : ما اتخذتم من دون الله معبودات{[15705]} ، وسميتموها آلهة ، فهي ليست بآلهة ولا معبودات( {[15706]} ) ، إنما هي أوثان .

[ وقوله تعالى ] ( {[15707]} ) : { مودة بينكم في الحياة الدنيا } يقول ، والله أعلم : اتخاذكم( {[15708]} ) الأصنام معبودات( {[15709]} ) ، واجتماعكم عليها إنما هي( {[15710]} ) مودة الحياة الدنيا ، لا مودة ، لها عاقبة ، أو تدوم ، بل تصير في العاقبة عداوة وبغضا . وهو ما ذكر : { ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا } قال بعضهم : يتبرأ بعضهم من بعض ، ويكفر بعضهم ببعض ، ويلعن بعضهم بعضا كقوله : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } [ الزخرف : 67 ] .

وقال بعضهم : يتبرأ المتبوع من الأتباع كقوله : { ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار } [ الأعراف : 38 ] وقوله : { سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا } [ مريم : 82 ] ونحوه .

ثم أخبر أن مأوى الكل النار ، وما لهم من ناصر ينصرهم من عذاب الله ، أو يدفع عنهم العذاب .

ثم اختلف في قوله : { إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم } قال بعضهم : هذا قول إبراهيم لقومه كقوله : { أتعبدون ما تنحتون } [ الصافات : 95 ] وكقوله : { هل ينصروكم أو ينتصرون } [ الشعراء : 93 ] .

وقال بعضهم : هذا قول رسول لقومه الذي عبدوا الأصنام ، والله أعلم .


[15705]:في الأصل وم: معبودا.
[15706]:في الأصل وم: معبودا.
[15707]:ساقطة من الأصل وم.
[15708]:ساقطة من م.
[15709]:في الأصل وم: معبودا.
[15710]:في الأصل وم: هو.