الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ} (33)

قوله تعالى : " من خشي الرحمن بالغيب " " من " في محل خفض على البدل من قوله : " لكل أواب حفيظ " أو في موضع الصفة ل " أواب " . ويجوز الرفع على الاستئناف ، والخبر " ادخلوها " على تقدير حذف جواب الشرط والتقدير فيقال لهم : " ادخلوها " . والخشية بالغيب أن تخافه ولم تره . وقال الضحاك والسدي : يعني في الخلوة حين يراه أحد . وقال الحسن : إذا أرخى الستر وأغلق الباب . " وجاء بقلب منيب " مقبل على الطاعة . وقيل : مخلص . وقال أبو بكر الوراق : علامة المنيب أن يكون عارفا لحرمته ومواليا له ، متواضعا لجلاله تاركا لهوى نفسه .

قلت : ويحتمل أن يكون القلب المنيب القلب السليم ، كما قال تعالى : " إلا من أتى الله بقلب سليم " [ الشعراء : 89 ] على ما تقدم{[14181]} ، والله أعلم .


[14181]:راجع جـ 13 ص 114.