لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٖ وَأَنۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقۡتَرَبَ أَجَلُهُمۡۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (185)

أطلع الله - سبحانه - أقمار الآيات ، وأماط عن ضيائها سحاب الشبهات ؛ فَمَنْ استضاء بها ترَّقى إلى شهود القدرة .

ويقال ألاح الله تعالى - لقلوب الناظرين بعيون الفكر - حقائق التحصيل ؛ فَمَنْ لم يُعَرِّج في أوطان التقصير أَنْزَلَتْه مراكبُ السِّرِّ بساحات التحقق .

قوله جلّ ذكره : { وَأَنْ عَسَى أَن يِكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } .

الناس في مغاليط آمالهم ناسون لو شيك آجالهم ، فكم من ناسجٍ لأكفانه !وكم من بانٍ لأعدائه ! وكم من زارعٍ لم يحصد زرعه !

هيهات ! الكبش يعتلف والقَصَّابُ مسْتَعِدٌّ له !

ويقال سرعة الأَجَل تُنَغِّص لذة الأمل .