الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٖ وَأَنۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقۡتَرَبَ أَجَلُهُمۡۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (185)

ثم قال تعالى : { أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء }[ 185 ] .

والمعنى : أو لم ينظر هؤلاء المكذبون ، في ملك السموات والأرض{[26274]} وسلطانها{[26275]} ، وفيما خلق الله ( عز وجل{[26276]} ) ، فيتدبروا فيعلمون أن ذلك لا يحدثه إلا رب واحد ، والله واحد لا شبيه له ، فيؤمنوا ويصدقوا{[26277]} ، ويتفكروا في : { أن عسى{[26278]}أن يكون قد اقترب أجلهم }[ 185 ] ، فيحذروا أن يموتوا على كفرهم فيصيروا إلى عذاب الله{[26279]} ، ( سبحانه ){[26280]} .

وقيل : إنهم كانوا يسوِّفون{[26281]} بالتوبة والإيمان ، فقيل لهم : عسى أن يكون أجلكم قد قرب ، فتموتوا على كفركم{[26282]} .

قال سفيان : { ملكوت{[26283]} السماوات } : الشمس والقمر{[26284]} .

{ فبأي حديث بعده يومنون }[ 185 ] .

أي : فبأي تخويف بعد تخويف محمد ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، الذي أتاهم به من عند الله ( عز وجل ){[26285]} ، في آي كتابه { يومنون } وهو القرآن{[26286]} .


[26274]:من: وما خلق الله إلى هنا، ساقط من "ج"، بسبب انتقال النظر.
[26275]:في "ج" و"ر": وسلطانهما.
[26276]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[26277]:في "ج": وتصدقوا، بتاء مثناة من فوق، وهو تصحيف.
[26278]:في الأصل: عيسى، وهو تحريف.
[26279]:جامع البيان 13/290، بتصرف.
[26280]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[26281]:في الأصل: يسرفون، وهو تحريف سيء.
[26282]:في الأصل: كفرهم، وهو تحريف. والقول للزاجاج في معاني القرآن 2/392، بزيادة في ألفاظه.
[26283]:في تفسير القرطبي 7/17، سورة الأنعام آية 76: "أي: ملك، وزيدت الواو والتاء للمبالغة في الصفة. ومثله: الرغبوت والرهبوت والجبروت". انظر: الهداية تفسير سورة الأنعام آية 76.
[26284]:انظر: جامع البيان 5/318، وما بعدها.
[26285]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[26286]:جامع البيان 13/290، 291، بتصرف. وتنظر: الأقوال الواردة في عود ضمير {بعده}، في المحرر الوجيز 2/483.