قوله سبحانه : { أَوَ لَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السموات والأرض . . . } [ الأعراف :185 ] .
النَّظَرُ هنا بالقَلْب عِبْرَة وفكراً ، و{ مَلَكُوتِ } : بناءُ عظمةٍ ومبالغةٍ .
وقوله : { وَمَا خَلَقَ الله مِن شَيْءٍ } : لفظٌ يعمُّ جميع ما ينظر فيه ، ويستدلُّ به من الصنعة الدالَّة على الصانع ، ومِنْ نَفْس الإِنسان وحواسَّه ومواضِعِ رزْقه ، والشَّيْءُ : واقعٌ على الموجودات ، { وَأَنْ عَسَى } : عطْفٌ على قوله : { فِي مَلَكُوتِ } ، والمعنى : توقيفُهُمْ علَى أنْ لم يَقَعْ لهم نَظَرٌ في شيء من هذا ، ولا في أنهم قَرُبَتْ آجالُهُمْ ، فماتُوا ، فَفَاتَ أوانُ التدَارُكِ ، ووجَبَ عليهم المحذورُ ، ثم وقفهم { فبِأَيِّ حديثٍ } أو أمْرٍ يقعُ إيمانُهم وتَصْدِيقُهم ، إِذا لم يقع بأمْرٍ فيه نجاتُهم ، ودخولُهم الجَنَّةَ ، ونحو هذا المعنى قولُ الشاعر : [ الطويل ]
وَعنْ أَيّ نَفْسٍ دُونَ نَفْسِي أُقَاتِلُ***
والضمير في { بَعْدَهُ } يراد به القُرْآن ، وقيل : المراد به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وقصَّتُهُ وأمْرُهُ أجْمَعَ ، وقيل : هو عائد على الأجَلِ ، أي : بعد الأجل ، إِذ لا عَمَلَ بعد الموت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.