{ أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض } الاستفهام للانكار والتوبيخ والتقريع ولقصد التعجب من إعراضهم عن النظر في الآيات البينات الدالة على كمال قدرته وتفرده بالإلهية .
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
والملكوت من أبنية المبالغة ومعناه الملك العظيم ، وقد تقدم بيانه ، والمعنى أن هؤلاء لم يتفكروا حتى ينتفعوا بالتفكر ، ولا نظروا في مخلوقات الله حتى يهتدوا بذلك على الإيمان به بل هم متبادرون في ضلالتهم خائضون في غوايتهم لا يعملون فكرا ، ولا يمعنون نظرا .
{ وما خلق الله } أي ولم ينظروا فيما خلق { من شيء } من الأشياء كائنا ما كان فإن في جميع مخلوقاته عبرة للمعتبرين وهو عظة للمتفكرين سواء كانت من جلائل مصنوعاته كملكوت السماوات والأرض أو من دقائقها من سائر مخلوقاته { وأن } أي أو لم ينظروا في أن الشأن والحديث { عسى أن يكون قد اقترب أجلهم } فيموتون عن قريب ، والمعنى أنهم إذا كانوا يجوزون قرب آجالهم فما لهم لا ينظرون فيما يهتدون به وينتفعون بالتفكر فيه والاعتبار به ، وافتعل هنا بمعنى المجرد أي قرب أجلهم{[805]} .
{ فبإي حديث بعده } الضمير للقرآن وقيل لمحمد صلى الله عليه وسلم وقيل للأجل المذكور قبله وقيل الضمير يرجع على ما تقدم من التفكر والنظر في الأمور المذكورة أي بأي حديث بعد هذا المتقدم بيانه { يؤمنون } وفي هذا الاستفهام من التقريع والتوبيخ ما لا يقادر قدره ، والجملة الاستفهامية سيقت للتعجب أي إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث فكيف يؤمنون بغيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.