لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ} (58)

أولئك أصحاب الأطماع ؛ يتملقون في الظاهر ما دامت الأرفاقُ واصلةً إليهم ، فإنْ انقطَعَتْ انقلبوا كأن لم يكن بينكم وبينهم مودة .

ويقال مَنْ كان رضاؤه بوجدان سبب ، وسُخْطُه في عدم ما يوصِّله إلى نصيبه فهو ليس من أهل الولاء ، إنما هو قائم بحظِّه ، غيرُ صالحٍ للصحبة ، وأمَّا المتحقِّقُ فكما قيل :

فَسِرْتُ إليكَ في طلبِ المعالي *** وسَارَ سِوَايَ في طلب المعاش