الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ} (58)

وقوله : { فإن أعطوا منها رضوا }[ 58 ] .

أي : إن أعطيتهم من الصدقات رضوا عنك ، فإن لم تعطهم منها سخطوا ، [ فليس ]{[29014]} عيبهم لك إلا من أجل أنك منعتهم منها .

قال مجاهد : { يلمزك } : يروزك{[29015]} ، يسألك فيها{[29016]} .

وقال قتادة : { يلمزك } ، يطعن عليك{[29017]} .

قال ابن زيد : قال المنافقون : والله ما يعطيها محمد إلا من أحب ، ولا يؤثر بها إلا هواه ، فنزلت الآية{[29018]} .


[29014]:زيادة من "ر".
[29015]:في المخطوطتين: يزورك، بزاي معجمة، وهو تصحيف.
[29016]:التفسير 370، وتفسير هود بن محكم الهواري 2/141، وجامع البيان 14/302، وعنه نقل مكي، وتفسير البغوي 4/61، وتفسير القرطبي 8/106. وفي اللسان/روز: "رازه يروزه روزا: جرب ما عنده وخبره، وفي حديث مجاهد في قوله تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات}، قال: يروزك ويسألك".
[29017]:تفسير عبد الرزاق الصنعاني 2/277، وجامع البيان 14/302، وتفسير ابن كثير 2/363.
[29018]:جامع البيان 14/303، 304، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1817، باختصار، وزيادة قوله: "فنزلت الآية". والآية نزلت في ذي الخويصرة التميمي، قال للنبي صلى الله عليه وسلم، يوما: اعدل يا رسول الله، فنزلت هذه الآية. أسباب النزول للواحدي 253، ولباب النقول 206. وينظر تفسير البغوي 4/60، وزاد المسير 3/454، وتفسير ابن كثير 2/363.