النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ} (58)

قوله عز وجل { وَمِنْهُم من يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ . . . } الآية ، فيه قولان :

أحدهما : أنه ثعلبة بن حاطب كان يقول : إنما يعطي محمد من يشاء ويتكلم بالنفاق فإن أعطي رضي وإن منع سخط ، فنزلت{[1252]} فيه الآية .

الثاني : ما روى الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي{[1253]} فقال : اعدْل يا رسول الله ، فقال : " وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلْ إِن لمْ أَعْدِلْ " ؟ {[1254]} " فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه ، فقال " دَعْهُ " . فأنزل الله تعالى : { وَمِنْهُم من يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ } الآية .

وفي معنى يلمزك ثلاثة أوجه :

أحدها : يروزك{[1255]} ويسألك ، قاله مجاهد .

والثاني : يغتابك ، قاله ابن قتيبة .

والثالث : يعيبك . قال رؤبة :

قاربت بين عَنَقي وجمزي *** في ظل عصري باطلي ولمزي


[1252]:سقط من ق.
[1253]:اسمه حرقوص بن زهير، وهو أصل الخوارج.
[1254]:رواه البخاري في الأدب عن أبي سعيد الخدري.
[1255]:يروزك: يمتحنك.