الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ} (58)

قوله : { مَّن يَلْمِزُكَ } قرأ العامة " يلمزك " بكسر الميم مِنْ لَمَزه يَلْمِزه ، أي : عابه ، وأصله الإِشارة بالعين ونحوها . قال الأزهري : " أصلُه الدفع ، لَمَزْته : دفعته " ، وقال الليث : " هو الغَمْز في الوجه ومنه هُمَزَةٌ لُمَزَة ، أي : كثيرُ هذين الفعلين .

وقرأ يعقوب وحماد بن سلمة عن ابن كثير والحسن وأبو رجاء ورُويت عن أبي عمرو بضمها وهما لغتان في المضارع . وقرأ الأعمش يُلْمِزُك مِنْ أَلْمز رباعياً . وروى حماد بن سلمة : " يُلامِزُك " على المفاعلة من واحدٍ كسافرَ وعاقَب .

وقد تقدَّم الكلام على " إذا " الفجائيةِ مراراً والعامل فيها : قال أبو البقاء : " يَسْخَطون " لأنه قال : إنها ظرفُ مكان ، وفيه نظر تقدَّم في نظيره .