الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ} (58)

أخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال « بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي فقال : اعدل يا رسول الله . فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ ! فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر في نضيه فلا يرى فيه شيء ، ثم ينظر في رصافه فلا يرى فيه شيء ، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء ، قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى يديه - أو قال ثدييه - مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة ، تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس قال : فنزلت فيهم { ومنهم من يلمزك في الصدقات . . . } الآية قال أبو سعيد : أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأشهد أن علياً حين قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم » .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { ومنهم من يلمزك في الصدقات } قال : يطعن عليك .

وأخرج سنيد وابن جرير عن داود بن أبي عاصم قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فقسمها ههنا وههنا حتى ذهبت ، ورآه رجل من الأنصار فقال : ما هذا بالعدل ؟ فنزلت هذه الآية .

وأخرج أبو الشيخ عن إياد بن لقيط . أنه قرأ { وإن لم يعطوا منها إذا هم ساخطون } .

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : « لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين سمعت رجلاً يقول : إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك ، فقال «رحمة الله على موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر » ونزل { ومنهم من يلمزك في الصدقات } .