في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

24

( ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزواً ، وغرتكم الحياة الدنيا ) . .

ثم يسدل الستار عليهم بإعلان مصيرهم الأخير . وهم متروكون في جهنم لا يخرجون ولا يطلب إليهم اعتذار ولا عتاب :

( فاليوم لا يخرجون منها ، ولا هم يستعتبون ) . .

وكأننا نسمع مع إيقاع هذه الكلمات صرير الأبواب وهي توصد إيصادها الأخير ! وقد انتهى المشهد ، فلم يعد فيه بعد ذلك تغيير ولا تحوير !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

لا يُستعتبون : لا تُطلب منهم العتبى والاعتذار .

وذلك لأنهم أصرّوا على إنكار الدين الحق ، واستهزؤا بالله ودينه ورسله ، واستغرقوا في حب الدنيا . وهذا معنى قوله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتخذتم آيَاتِ الله هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الحياة الدنيا فاليوم لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ }

لا يخرجون من النار بل يخلَّدون فيها ، ولا هم يُردُّون إلى الدنيا ، ولا يُطلب منهم أن يسترضوا الله ويتوبوا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

وقوله { ولا هم يستعتبون } أي لا يلتمس منهم عمل ولا طاعة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

قوله تعالى : " ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله " يعني القرآن . " هزوا " لعبا . " وغرتكم الحياة الدنيا " أي خدعتكم بأباطيلها وزخارفها ، فظننتم أن ليس ثم غيرها ، وأن لا بعث . " فاليوم لا يخرجون منها " أي من النار . " ولا هم يستعتبون " يسترضون وقد تقدم{[13807]} . وقرأ حمزة والكسائي " فاليوم لا يخرجون " بفتح الياء وضم الراء لقوله تعالى : " كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها " {[13808]} [ السجدة : 20 ] الباقون بضم الياء وفتح الراء ، لقوله تعالى : " ربنا أخرجنا " [ فاطر : 37 ] ونحوه .


[13807]:راجع ج 10 ص 162 و ج 14 ص 49 و ج 15 ص 353.
[13808]:آية 20 سورة السجدة.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

قوله : { ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا } أي ذلكم العذاب الذي حاق بكم اليوم سببه اتخاذكم آيات الله ، وهي قرآنه ، هزوا ، فقد سخرتم منه ولم توقروه { وغرتكم الحياة الدنيا } أي خدعتكم مباهج الحياة الدنيا وما فيها من متاع وزينة وآثرتم الاستمتاع بذلك على الآخرة .

قوله : { فاليوم لا يخرجون منها } أي لا يخرجون من النار بل هم ماكثون في العذاب لا يبرحون { ولاهم يستعتبون } أي لا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم ، أي يرضوه ولا هم يردون إلى الدنيا ليتوبوا .