في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا} (25)

9

ويختم الحديث عن الحدث الضخم بعاقبته التي تصدق ظن المؤمنين بربهم ؛ وضلال المنافقين والمرجفين وخطأ تصوراتهم ؛ وتثبت القيم الإيمانية بالنهاية الواقعية :

( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ، وكفى الله المؤمنين القتال ، وكان الله قويا عزيزا ) . .

وقد بدأت المعركة ، وسارت في طريقها ، وانتهت إلى نهايتها ، وزمامها في يد الله ، يصرفها كيف يشاء . وأثبت النص القراني هذه الحقيقة بطريقة تعبيره . فأسند إلى الله تعالى إسنادا مباشرا كل ما تم من الأحداث والعواقب ، تقريرا لهذه الحقيقة ، وتثبيتا لها في القلوب ؛ وإيضاحا للتصور الإسلامي الصحيح .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا} (25)

بغيظهم : بأشد ما يكون من الغضب .

انتهت المعركة وانفرجت الغُمة ، وردَّ الله الكفار ممتلئةً قلوبُهم بالغيظ خائبين ، لم ينالوا خيراً من نصرٍ أو غنيمة . وكفى الله المؤمنين مشقَّة القتال ، وكان الله عزيزاً بحَوْله وقوته .

روى الشيخان من حديث أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «لا إله إلا الله وحدَه ، صدق عبدَه ، وأعزَّ جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، فلا شيء بعده »

وروى محمد بن اسحاق أنه لما انصرف الأحزاب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لن تغزوكم قريشُ بعدَ عامِكم هذا ، ولكنكم تغزونهم » وقد تحقق هذا ونصر الله رسولَه والمؤمنين إلى أن فتح عليهم مكة .