اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا} (25)

ثم بين بعض ما جزاهم{[43376]} الله على صدقهم فقال : { وَرَدَّ الله الذين كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ } وهم قريش وغطفان ردّهم بغيظهم لم تُشْفَ صدورهم بنيل ما أرادوا لم ينالوا خيراً «ظفراً » وَكَفَى اللَّهُ المؤمنين القِتَال بالملائكة والريح أي لم يحوجهم إلى القتال { وكان الله قوياً } في ملكه غير محتاج إلى قتالهم «عزيزاً » في انتقامه قادراً على استئصال الكفار .

قوله : «بغَيْظِهِمْ » يجوز أن تكون الباء سببية وهو الذي عبر عنه أبو البقاء بالمفعول أي{[43377]} أنها مُعَدِّية .

والثاني : أن تكون للمصاحبة{[43378]} فتكون حالاً أي مَغِيظِينَ .

قوله : { لم ينالوا{[43379]} خيراً } حال ثانية أو حال من الحال الأولى فهي متداخلة ، ويجوز{[43380]} أن تكون حالاً من الضمير المجرور{[43381]} بالإضافة .

وجوز الزمخشري فيها أن تكون بياناً للحال الأولى أي مستأنفة{[43382]} ، ولا يظهر البيان إلا على البدل والاستئناف بعيد{[43383]} .


[43376]:وفيه: "جازاهم" بصيغة التفاعل وانظر: تفسير الفخر الرازي 25/204.
[43377]:قال في التبيان 1055 "يجوز أن يكون حالاً، وبأن يكون مفعولاً".
[43378]:أقوال شهاب الدين السمين في الدر 4/379 والحال المتداخلة التي تدخل تحت الأولى كالجملة الصغرى التي تحت الكبرى.
[43379]:أقوال شهاب الدين السمين في الدر 4/379 والحال المتداخلة التي تدخل تحت الأولى كالجملة الصغرى التي تحت الكبرى.
[43380]:أقوال شهاب الدين السمين في الدر 4/379 والحال المتداخلة التي تدخل تحت الأولى كالجملة الصغرى التي تحت الكبرى.
[43381]:من "بغيظهم".
[43382]:قال في الكشاف 3/257: "ويجوز أن تكون الثانية بياناً للأولى أو استئنافاً".
[43383]:قاله أبو حيان في رده عليه في البحر 7/224 وكذلك السمين في الدر 4/379.