الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا} (25)

أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ورد الله الذين كفروا بغيظهم } قال : الأحزاب .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه في قوله { ورد الله الذين كفروا بغيظهم } قال : أبو سفيان وأصحابه { لم ينالوا خيراً } قال : لم يصيبوا من محمد صلى الله عليه وسلم ظفراً { وكفى الله المؤمنين القتال } انهزموا بالريح من غير قتال .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وكفى الله المؤمنين القتال } قال : بالجنود من عنده ، والريح التي بعث عليهم { وكان الله قوياً } في أمره { عزيزاً } في نقمته .

وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : لما كان يوم الأحزاب حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب ، وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم أنك إن تشأ لا تعبد " فبينما هم على ذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي ، وكان يأمنه الفريقان جميعاً ، فخذل بين الناس ، فانطلق الأحزاب منهزمين من غير قتال . فذلك قوله { وكفى الله المؤمنين القتال } » .

وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال : لما كان يوم الأحزاب ردهم الله { بغيظهم لم ينالوا خيراً } فقال النبي صلى الله عليه وسلم « من يحمي أعراض المسلمين ؟ قال كعب رضي الله عنه : أنا يا رسول الله . قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه : أنا يا رسول الله . فقال : إنك تحسن الشعر . فقال حسان : أنا يا رسول الله فقال : نعم . اهجهم أنت ، فإنه سيعينك عليهم روح القدس » .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف { وكفى الله المؤمنين القتال } بعلي بن أبي طالب .