التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا} (25)

قوله تعالى { وردّ الله الذين كفورا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا } .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه رد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وأنه كفى المؤمنين القتال وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . ولم يبين هنا السبب الذي رد به الذين كفروا وكفى به المؤمنين القتال ولكنه جل وعلا بين ذلك في قوله { فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم ترمها } أي وبسبب تلك الريح ، وتلك الجنود ردهم بغيظهم وكفاكم القتال كما هو ظاهر .

قال البخاري : حدثني عبد الله بن محمد ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل ، سمعت أبا إسحاق يقول : سمعت سليمان بن صرد يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين أجلى الأحزاب عنه : ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم ) .

( الصحيح 7/467 ح 4110- ك المغازي ، ب غزوة الخندق وهي الأحزاب ) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله : { وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا } الأحزاب .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا } وذلك يوم أبي سفيان والأحزاب ، رد الله أبا سفيان وأصحابه بغيظهم لم ينالوا خيرا { وكفى الله المؤمنين القتال } بالجنود من عنده ، والريح التي بعث إليهم .

قال بن خزيمة : ثنا بندار ، ثنا يحيى ، ثنا ابن ذئب ، ثنا سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال : حبسنا يوم الخندق حتى كان بعد المغرب هويا ، وذلك قبل أن ينزل في القتال ، فلما كفينا القتال ، وذلك قول الله عز وجل : { وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا } . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا ، فأقام- يعني الظهر- فصلاها كما كان يصليها في وقتها ، ثم أقام العصر فصلاها كما كان يصليها في وقتها ، ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها في وقتها .

( الصحيح 2/99 ك الصلاة ، ب ذكر فوات الصلاة والسنة في قضائها ) وقال الألباني : إسناده صحيح . وأخرجه أحمد في ( مسنده 3/25 ) ، والدارمي في ( سننه 1/358 ) ، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 7/147 ح 2890 ) وقال محققه : ( إسناده صحيح على شرط مسلم . وأخرجه النسائي ( عن السنن 2/17 ) ، والشافعي في مسنده ( ص 118 ) كلهم من طريق ابن أبي ذئب به ، ونقل ابن في مسنده ( ص 32 ح 118 ) كلهم من طريق ابن أبي ذئب به ، ونقل ابن الملقن عن البيهقي قوله : ورواة هذا الحديث كلهم ثقات . وقال ابن الملقن : صحيح ( البدر المنير ص 767 ح290 ) تحقيق إقبال أحمد رسالة ماجستير . وقال ابن حجر : صححه ابن السكن ( التلخيص الحبير 1/195 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { وكان الله قويا عزيز } ، قويا في أمره ، عزيزا في نقمته .