فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا} (25)

{ وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } وهم الأحزاب كأنه قيل ؛ وقع ما وقع من الحوادث ورد الله الذين كفروا { بِغَيْظِهِمْ } الباء للسببية { لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا } المعنى أن الله ردهم بغيظهم لم يشف صدورهم ، ولا نالوا خيرا في اعتقادهم وهو الظفر بالمسلمين ، أو لم ينالوا خيرا أي خير ، بل رجعوا خاسرين لم يربحوا إلا عناء السفر ، وغرم النفقة .

{ وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ } بما أرسله من الريح والجنود من الملائكة { وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا } على كل ما يريده إذا قال له : كن فيكون { عَزِيزًا } قاهرا غالبا لا يغالبه أحد من خلقه : ولا يعارضه معارض في سلطانه وجبروته .

روى البخاري عن سلمان بن صرد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انجلى الأحزاب يقول : ( الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم ) .