في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبۡهُ عَذَابًا أَلِيمٗا} (17)

ولما كان المفهوم من ذلك الابتلاء فرض الخروج على الجميع ، فقد بين الله أصحاب الأعذار الحقيقية الذين يحق لهم التخلف عن الجهاد ، بلا حرج ولا عقاب :

ليس على الأعمى حرج ، ولا على الأعرج حرج ، ولا على المريض حرج . ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ، ومن يتول يعذبه عذابا أليما . .

فالأعمى والأعرج معهما عذر دائم هو العجز المستمر عن تكاليف الخروج والجهاد . والمريض معه عذر موقوت بمرضه حتى يبرأ .

والأمر في حقيقته هو أمر الطاعة والعصيان . هو حالة نفسية لا أوضاع شكلية . فمن يطع الله ورسوله فالجنة جزاؤه . ومن يتول فالعذاب الأليم ينتظره . ولمن شاء أن يوازن بين مشقات الجهاد وجزائه ، وبين راحة القعود وما وراءه . . ثم يختار !

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبۡهُ عَذَابًا أَلِيمٗا} (17)

قوله جلّ ذكره : { لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرجٌ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِها الأَنْهّارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } .

وهؤلاء أصحاب الأعذار . . . رفع عنهم الحَرَج في تخلفهم عن الوقعة في قتال المشركين .

وكذلك مَنْ كان لهُ عذرٌ في المجاهدة مع النفس . " فإنَّ الله يحُبُّ أن تؤتى رُخصَهُ كما يحب أن تؤتى عزائمه " .